في المساء
يزورني طفل صغير
صبي،
يبحث عن الأزهار
أين الزهور أين الزهور؟ “يكرر على إستعجال”
الزهور لا تنبت هنا “أقول له بحزن”
إنها تنبت في الطرف الأخر من الوادي
هناك،
حيث يعزف الجميع الموسيقى
وتغنّي الجنيات الصغيرة تهويدات للأطفال
عند الليل لكي ينامو
وترقص البجعات في البركة
ويدعو طائر الغطّاس شريكته للرقص
عند شروق الشمس.
أما هُنا،
فلا شيء. لا شيء يا صغير.
لا زهور
لا أشجار
لا سهول
ولا لون أخضر
ركام الأيام وأحزان السكّان
الذين نبذوا الموسيقى
ولم يرقصوا عند هطول الأمطار
لم يدعوا الله،
ولم يغنوا.
وقف عند الحافة، وإختفى الصبي
راكضا، ليصل هناك
قبل إختفاء الحبيبة..
لكن ما إن أغمضت عيناي
حتى عاد الصبّي يبكي
وفي يديه زهورا كثيرة
بدا لي بأنها ذابلة
مالذي حدث؟
لم يجبني، وجلس يبكي
وعرفت حينها.. ماقالته لي جدتي يوما
قطف الصبّي الزهور
بكت الزهور وذبلت
ومن يمسك بها يبكي أيضا
وينتابه حزنٌ أبدّي
عاد الصبي
لا يغني
لا يصلي
لا يرقص
وبلا حبيبة.
Listen to Springtime – Luke Faulkner by Random. #np on #SoundCloud