كانت تلك الطريقة المعهودة
للذهاب لمسارح المعارك البشريّة
كل واحد، لديه غرفة..
غرفته الخاصّة،
بمسرح معركته الخاصّة.
تتمشّى بين الممرات
بفستانها السمائي الممزّق
وحذاءها الأسود المهترىء

Painted by: Joshua Flint
لايدخل أحد مسرح معركته وهو بكامل أناقته.. “هكذا قيل”.
تشاهدهم وهم ينغمسون في أحزانهم
مسارح المعارك المغطاة بالدماء
وقطع الأحشاء المبعثرة
التي تحجب عنها الطريق أحيانًا.
تمشي وتشدّ على معصمها.
كلما مرّت بأحدٍ يصارع نفسه.
تنظر إليهم والرعبُ يملأ قلبها.
تشاهدهم يسقطون،
الواحد تلو الآخر.
كحبّات مشمش نضجت
حتى تلفت.
ولم يأتِ أحد لقطافها.
مُتجهة لمسرح معركتها
وفي يدها تُمسك ممسحة
وصابون..
وباليد الأخرى
دلو مليء بالماء والمُطّهر.
هكذا تعوّدت.. منذ مدة طويلة
عندما أدركت بأنها الآن لوحدها
تعلمت أن تُنظف مسرح معركتها بعد الإنتهاء،
على غرار الآخرين.
أن تصب الماء القدسيّ
وتمسح الأرض
والجُدران..
وعند الإنتهاء، تغسل وجهها به.
روحها تتجدد
وقلبها يتجدد
ووجهها يتجدد
ونفسها تتجدد
وتخرج،
لتواجه معاركها مجددًا.
مُغلقة الباب بهدوءٍ تام.
تمرّ من جديد من نفس ذات الطريق
تمر بنفس الغرف
بنفس الأشخاص.
بعضهم يتقئ روحه..
“مسكين” تهتف لنفسها.
جُدرانٌ ملطخة.
وصرخات مُدوية، لا يسمعها أحد.
آلامٌ مبعثرة في كل مكان..
تشدّ على معصمها كما تفعل دائمًا
تشدّ حتى تعبر الطريق بسلام.. مرة أخرى.