يبدو بأنني لم أنتبه لمن كان واقفا بجانبي بين العشب في تلك الليلة!. شاهدة على إحدى عمليات الإغتيال التي أطفأت ضوء القمر.
خلف الأحراش.. في تلك الليلة الظلماء. ليلة الوجه الأبيض. في الساعة الباردة.
لم أنتبه.. فقد كنت أتتبّع خطواته وهو يركض ليتجنب الموت والرصاص.
ولكن.. أحدهم كان هناك أيضا، وكتب عنه، متأثرا بجراح ما رآه يومًا.
💫💫
–لوركا:
رأيتُ لوركا..
وهم يجرّونه لساحات الإعدام.
لم أجرؤ على إنقاذه!
مع أنه أعزّ أصدقائي.
إختبأت في العتمة
وكتمتُ أنفاسي.
خفتُ أن يعرفوا
بأنني أحبّ أشعاره.
كان يرتجفُ كطفلٍ
ويولول كأرملة.
ويتضرعُ إلى الله كقدّيس
ويتوسل إلى الحراس كجبان..
حتى لايحرموه من الغناء:
للقمر
والشجر
والغجر!.
(سامحيني ياقلوب محبيه،
لو أنني قلتُ بأنني رأيته يعوي ككـلب!
حين وضعوا أصابعهم على الزناد).
حاول
-بكل الطرق-
أن يُثبت لهم
أنّه لاعلاقة له بالثوّار.
أنّه
-أساسًا-
يخافُ البطولاتِ والأبطال.
أنّه مجرّد شاعر!
لكنهم أخرسوه برصاصة.
💫💫
– كان نائما حين قامت الثورة / عماد أبوصالح.