شعور غريب جدا أن أكتب مباشرة من اللابتوب، لم أجرب الأمر إلا مرات معدودة، لا أتذكر حتى بأني كنت أنشر مباشرة، احتفظ بما أكتبه عادة كمسودة ثمّ أقوم بقراءته وتعدليه من الهاتف ثم أنشر-أيضا- من الهاتف. كل أفكاري أدونها مباشرة في الهاتف، لا أستخدم القلم ولا الأوراق، حقيقة إن الأمر متعب قليلا. إختزال كل هذه الأفكار كتابة على ورقة.. يا إلهي تخيل الأمر وحده يرهقني. والدي يفعل ذلك، أحيانا أثناء ذهابنا في السيارة يتوقف بنا فقط ليسجل كلمة أو نص طرأ في رأسه. هو شاعر بحسب مايقول، تائه دائما في بحر أفكاره.
حسنا، البارحة قمت بشراء جهاز لابتوب جديد، الأمر مختلف هذه المرة، كنت أتشارك الجهاز الأول مع العائلة، لكن الآن استقليت، الأهم من كل هذا بأني قمت بشرائه من مالي الخاص. أمر بالنسبة لي يستحق الإحتفاء به.
كنت أريد كتابة قصة قصيرة جدا كأول تدوينة بإستخدام الجهاز الجديد، لكني عدلت عن رأيي، لذلك قررت مشاركتكم هذه التجربة من باب مشاركة الأفراح والأتراح.
وأنا في خضم كتابة أفكاري المنسابة توقفت: قلت لنفسي.. “ماهذا الذي تكتبينه؟”
مالذي حدث منذ بداية العام؟ لاشيء يستحق الذكر، قليل من الضياع بعد التخرج، محاولات جاهدة لتجنب السقوط في هاوية إكتئاب مابعد التخرج، أُلهي نفسي في البرنامج التدريبي الذي قدمته الجامعة لنا، أحاول قراءة بعض الكتب، حتى الآن الكتاب الوحيد الذي أعجبني حقًا هو لبودلير “الفراديس المصطنعة في الحشيش والأفيون” أقرأ حاليا هكذا تكلم زرادشت منذ قرابة الشهر، لم أكمله حتى الآن.. لا رغبة لي في القراءة حقيقة.
على مهلي. كل شيء على مهلي.
توقفت عن دراسة اللغة الإسبانية، شعور إحباط.
أخر فيلم شاهدته: كوري “little forest (2018) ” يستحق المشاهدة.
أخر شخص تشاجرت معه… ممم لا أذكر، الكثير.
شعور غالب على نفسي هذه الفترة، سعادة ممزوجة بالقلق. ألا يمكن فصلهما عن بعض؟
لا خطط هذا العام، فقط أريد النجاة.
أوه، تذكرت.. منذ عدة أيام ذهبت لحدث تاناروت “بدرون” لم يعجبني كثيرا، ذهبت تحديدا من أجل الشعر، لكن قليل من الشعر والكثير الكثير الكثير جدا من الموسيقى. كما أنّي أدركت بأني سيئة جدا في اللقاءات الإجتماعية. هل سأعيد الكرّة؟ أول حفل موسيقي مباشر وأول إلقاء شعري مباشر؟ هل سأعيد الكرّة؟ لا.. لا أظن ذلك.
لذة التجربة لأول مرة، يصاحبها أيضا، وكالعادة.. شعور بالقلق. هه.
—
موسيقى أستمع إليها أثناء الكتابة مؤخرا؟ ألبوم: Anne Lovett – The Eleventh Hour.
—
ملاحظة أثناء السهو على طنجرة الأرز:
وضعت ملعقة معدنية في قدر الأرز الذي تفوح منه رائحة شياط. كلما زادت الملاعق، زادت فرصة ذهاب الرائحة. تمتص الملاعق الرائحة السيئة من حبات الأرز، لكن ما إن يغرف في الصحون.. و يقدم على الطاولة أو السفرة.. لا يهم حقيقة… حتى تبدأ الحبات المحترقة في قاع القدر بالظهور. حبات أرز سوداء، ملتصقة في قعر القدر.. تبدأ المحاولات الفاشلة في تجنبها، ولكن بعضا منها ينسل ويهرب إما على سطح ملعقة الغرف الخشبية، أو الغطاء، أو سقوطها على طاولة أو حتى منشف. سقطت حبة أرز وإختفت تحت الغاز. صغيرة، رائحتها كريهة.. تجنبتها الحشرات الدقيقة. والفطريات، تعازمت العيش عليها.. نجت ايضا من المكنسة.. والماء والصابون بأعجوبة.
—
أحيانا أتخيل نفسي مختنقة من حبل أفكاري.
—
ملاحظة أثناء تذكرها بأول مرة أرادت فيها اللعب على الأرجوحة إنقطعت الحبال وضحك الجميع عليها:
لقد أخذت وقتًا طويلا
لتكتشف بأنها كلما لمست شيئا
تحول الى رماد.
لم تنتبه لذلك
إلا بعدما
إستيقظت من سُباتٍ عميق
لتلتفت خلفها
وتجد كل شيء تحول إلى رماد
الأشجار
العصافير الصغيرة التي تنتظر أمها
الفراشات إختفت
الأرانب البريّة
أزهار اللافندر البنفسجية
كل شيء،
الممرات والطرق والبيوت
الأرواح التي سكنتها
وقطتها السوداء المفضلة.
—-
مساحة بيضاء لكتابة شيء أخر.
—
صور إلتقطتها هذا العام وأحببتها:
صورة لدعسوقة ذات سبع نقاط، بطلة القصة الفائتة:

صورة لزهرة على وشك التفتح..

قليل من الحرية وأشياء أخرى:

في كثير من الأحيان، أثناء تعليق بصري ناحية السماء أتذكر قول مايا أنجيلو: الطائر الحبيس، يغني عن الحرية.
—
أخيرًا، كالعادة.. لم أكمل كتابة التدوينة من اللابتوب، بل أتممتها ونشرتها من الهاتف النقال.