
وضع رجل الحامية طاولة كبيرة في المنتصف، وقام بالنداء على الجميع من خلال مكبرات صوتية، أخبرهم بأن يضع كل واحد منهم على الطاولة مايؤلمه جسديا أو نفسيا، وأيًّ كانت منغصات حياته، وما يقلق راحته.
“ولكنّي لا أملك الوقت كله.. الرجاء، الرجاء، الإسراع” هكذا قال، ثم أزاح الكرسي وجلس من خلف الطاولة يشهد حركاتهم.
تميّز كل فرد بوضع شيء خاص به، أحدهم جلس ممسكا دلوا حديديا متوسط الحجم، وأخذ يبكي بشكل متواصل.. يفرغ الدلو على الطاولة ثم يعيد ملاؤه من جديد. لكن الأغلبية اتفقت على نزع عضو يختبىء خائفا من ضربة عابرة، ضعيف.. يسكن خلف عظام رقيقة ممدة.. يصعب كسرها.
تفنن الجميع بإخراج “القلب” كما أخبرهم بإسمه الطبيب. أحدهم قام بتمرير سكينة حادة على صدره حتى مدّ يده وأخرجه، الأخر جلس محاولا تقيؤه حتى خرج يتدحرج بين يديه.. والأخر حاول بشده أن يتبرزه. إلا أن أحدهم اختلف في اختياره لما يريد التخلص منه.. أخذ مطرقة، وبدأ يطرق على رأسه شيئا فشيئا، حتى انشق وفتحت له قشرة بيض. بدأ يهزّ برأسه نحو الأمام والخلف قليلا، ملقيًا مايحمله جوف رأسه على الأرض. ثمّ أخذ يضحك.. “الآن.. لن أفكر.. لن أفكر..” تجمع الجميع حوله، كان الحزن يرسم ملامح وجوههم. فكّر أحدهم بصوت عال.. “أريد أن أضحك” وبعد هنيهة بدأو جميعا بأخذ المطارق وطرق رؤوسهم مثله.
تعبئت الطاولة بالقلوب، ثم الأدمغة.. القليل من القلوب، والكثير جدا من الأدمغة.
“فلتأخذونهم جميعا..” صرخ رجل الحامية. “المجموعة الثانية..” صرخ مرة أخرى وهو ينش الهواء محاولا مسح فتحات أنفه بقليل من العطر.
رأي واحد حول “رجل الحامية ١٢. “قصة قصيرة جدا””