كان من الواجب على الجميع، وللمحافظة على آمن المدينة، أن يتم التخلص من النساء الغاضبات. خافت النساء العزل، وحاولن تخبئة غضبهن لكنهن لم يفلحن. كان غضبهن فاضحًا، مهما حاولن التستر عليه. تمشي الواحدة راسمةً خطًا من النار على الأرض. تنفث قدميها نارًا، وبهكذا، يفضح أمرها.. وتعزل عن أهلها، وما لها في هذا العالم.. ثم تنقل بأقدام مكبلة موضوعة داخل ثلاجة صغيرة بدرجة حرارة تحت الصفر، إلى حيّ النساء الغاضبات الذي يبعد حوالي ٣٢٠ كم عن بوابة المدينة الرئيسية.
قيل، بأن أبواب الحيّ فُتحت أول مرة، بعدما اشتكت إمرأة أمرها للطبيب:
-إنني غاضبة، وقدماي يحترقان، ويشعلان نارًا.
–نعم نعم، مما تشتكين تحديدا؟
-أنا غاضبة!.
-لا أعرف.. لا علاج لذلك..
نصحها الطبيب بإرتداء حذاء بارد يقوم بإطفاء النار المنبعثة من قدميها بإستمرار، إشترت الحذاء، وبدأت ترتديه كل يوم.. لكنها وفي غفلة منها، نسيت إرتدائه أثناء نومها يوما.. وعندما إستيقظت، وجدت نفسها نائمة على رماد منزلها. نقلت الإمرأة إلى ذلك الحي الذي كان مهجورًا سابقًا من أهله، بعدما إنتقل الجميع إلى المدينة.. وبقيت هناك، حتى يومنا هذا.
تسائل الجميع، ماهو الغضب؟ لا أحد يعرفه، إنه مرض جديد على مايبدو.. فأينما حلّت إمرأة غاضبة، أحرقت المحلات والمباني بقدميها، وخسر الناس أموالهم وأملاكهم. لقد شكلّت نيران النساء الغاضبات خطرًا على الجميع، لذا كان الفصل أفضل قرار.. حتّى تهدأ، وتخفت نارها. ربما..
قيل، بأن الوقت سيتكفل بذلك.
حي النساء الغاضبات، يحترق بإستمرار، ويضيء الأرض ليلا، وكلما نقلت واحدة، زادت النّار إشتعالا. لا أحد يعرف لماذا، لأنهم لا يملكون الوقت الكافي لمعرفة ذلك.. حتى وإن تحدثن عن الأمر.. الغضب.. لا علاج لذلك.. إنها مواضيع عادية، غير مهمة.. أنت تافهة.. ربما يجب أن تقطع أقدام النساء بدلا من نقلهنّ بعيدا؟ حسنًا.. توقفي عن الهذيان.. قولي لي مرة أخرى، ما سبب النيران التي تجرينها من قدميك؟.
