غيمة روميا “قصة قصيرة”

Illustrated by: Pia Valentinis.

..

سقطت غيمة من السماء بعد ليلة عاصفة طويلة، مليئة بالأمطار والبرد. أضاعت طريقها في تلك الليلة الزرقاء. إنتشلتها الريح، وأطاحتها أرضا بعيدا عن عائلتها ومن تُحب.

وما إن جفّت الشوارع، حتى ظهرت على العيان. غيمة صغيرة شاحبة اللون.. تبدو صوفيّة الملمس لكنها على العكس تماما.. تبدو أحيانا إذا جلست عليها بأنها قد تقذفك إلى الأعلى، لكنها على العكس من ذلك أيضا. بدا التعب على تلك الغيمة، حتى إلتقطتها طفلة صغيرة. أحضرت روميا الغيمة الى المنزل.. صرخت بصوت مرتفع “لدينا دمية جريحة، أمي.. دمية جريحة” ركضت الأم بإتجاه طفلتها فزعة.. والهلع يملأ وجهها… ولم ترى شيئا. كانت روميا تحضن الغيمة بكل ماتملك من قوى، تربت عليها كلما سنحت الفرصة.. بفستانها السمائي الملطخ باللون الأبيض، تحولت الغيمة لنفس اللون حتى انها انغمست في الفستان. يخيل للرائي أن الطفلة لا تحمل شيئا بين يديها.. لكن روميا كانت تشعر بثقلها بين أحضانها.

عادت لغرفتها بعد أن أخذت درسا طويلا عن مضار إرتفاع الصوت المفاجئ للأخر.. ووضعت دميتها تحت الوسادة. كانت كلما إستيقظت صباحا وجدت صوفا أبيض اللون تحت الوسادة متشح بقليل من السواد، والسرير مبلل.

.. كانت روميا تضع دُميتها أسفل الوسادة كل ليلة، وهي تدري لما سيؤول عليه صباح اليوم التالي والسرير مبلل بالكامل. حتى ضحك عليها الجميع، وظنّ والديها بأنها تعاني من التبوّل الا إرادي. وبعد كشف متواصل أدّى إلى اللاشيء.. أخذت روميا غيمتها التي كلما إحتضنتها تحولت إلى اللون الذي ترتديه، ووضعتها في صندوق أسفل السرير، وأغلقته بإحكام.. كانت روميا تشعر بالغضب الشديد، وتبكي كلما أخرجت الصندوق لتلمسه.. إذا كان مبللًا أم لا.

فتحت الصندوق في ليلة شتوية باردة، وإحتضنت دميتها، وغفت.. تكونت بركة من المياه، بدأت تكبر شيئا فشيئا، حتى إرتفعا إلى السقف، وساقتهما الريح وصعدا إلى السماء معا.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s