يوميات (١١)

لم أكتب شيء منذ ثلاثة أيام. ليس لأنني لا أملك الوقت الكافي للكتابة! لا.. فأنا دائما لدي وقت فراغ. ولكن لأن لا رغبة لي في الكتابة. سأحاول إسترجاع الأحداث المهمة طوال الأيام السابقة:

٥ فبراير:
حدث مهم للغاية. وصلتني حقيبة مليئة بالكتب من إحدى الصديقات الاتي تعرفت عليهن عن طريق التويتر. تقطن في مدينة بعيدة عنّي.. إستغرق وصول الحقيبة مايقارب العام. ذلك لأنني لم أتحصل على شخص يسافر إليها إلا مؤخرا. بداخل الحقيبة، كيس صغير أسود به صندوق وردي وبداخله قلادة.. تفاجأت وشعرت بالسعادة الغامرة.. القلادة على شكل كُرة أرضية يتوسطها رسم للقارتين المفضلات لي: إفريقيا، وأمريكا الجنوبيّة. شعرت في تلك اللحظة بأنني أملك العالم بين يديّ.

كتب كثيرة، وفي كل كتاب إهداء لطيف للغاية مثل صاحبته.. حتى أنها قامت بشراء كتب لأصدقائي لأهديها لهم.. وجدتُّ رسالة في إحدى الكتب، لم أقم بفتحها.. سأقرأها في الوقت المناسب.
هكذا إنتهى اليوم بطريقة لطيفة كما أذكر.

٦ فبراير:
لا أذكر شيء.
إستمعت إلى آلان واتس كثيرا.

عن الوقوع في الحب:

Listen to Alan Watts – Falling In Love by yousra salah #np on #SoundCloud

٧ فبراير:
تغيبت عن الجامعة. بي رغبة هائلة للتغيب طوال الشهر القادم. لكن لا.. لا. شاهدت فيلما عن النساء في دور الرعاية الإيرلندية.. مشاهد مُحزنة وشعور بالعجز. دور رعاية ماجدولين التي تقوم بإعادة تأهيل للنساء وتعذيبهنّ، وتحطيمهن ظنا منهم بأنهم يقومون بتخليصهن من آثامهن.

إسم الفيلم: The magdalene sisters.

فور إنتهائي من الفيلم:
يا له من عالم بشع، حقير.
أبناء المستقبل يجب أن يشاهدو الكثير من الأفلام النسوية.
نحن في صراع مستمر من أجل البقاء. الحياة.

٨ فبراير:
الجمعة. يوم طويل جدا. قرأت وشاهدت الكثير من الأفلام وساعدت في تجهيز الغداء. رقصت. قمت بتنظيف المطبخ. شاهدت فيلما في نهاية اليوم.. يوم طويل. الساعة ١٢:٠٩ وأخيرا.. إنتهى اليوم!.

//////////

٩ فبراير:
اليوم أكتب.

يوم بدايته عادية. أمضيت وقتي صباحا بين الورق وأقلام الحبر الجافة. فتحت أمّي النوافذ لتهوئة المنزل.. أحد المشاهد المفضلة بالنسبة لي صباحًا، هو فتح النوافذ.

النافذة. باب في الجدار، مصنوع من الألمونيوم، لكنّي أفضل الخشب.. صوت صرير أبواب النوافذ الخشبية مُختلف.
باب في الجدار، نافذة.. تسمح لك بإستنشاق الهواء النقيّ. تملأ رئتاك بالهواء وتبعث في نفسك السكينة.
باب في الجدار. باب صغير. تدخل منه الشمس. أحيانا أجلس أسفل النافذة مقابلة خطوط ضوء الشمس الساقطة على يداي ووجهي ورقبتي. أعرف بأن الشمس تؤذيني في كل مرة أجلس مقابلتها، ولكنّي لا أستطيع مقاومة إغراء شعاعها الساقط.
باب صغير في الجدار. يُقفل عند الحادية عشر. تسدل الستائر. ويختفي الضوء خجلا خلف قطع القماش.

بدأت بقراءة رواية، إقترحتها لي إحدى الصديقات، أدب أمريكا اللاتينية.. لم تتضح الرؤية لي بعد للتحدث عنها.. (شجرتي شجرة البرتقال الرائعة).
قرأت بعضا من الإسبانية، لازالت لديّ مشكلة في حفظ الأفعال في زمن الماضي.. وتصفحت منهج الجامعة.. لدي إختبار بعد يومين لم أدرس بعد. كلام بديهي. أريد شيئا جديدا.
سأتحدّى نفسي، وأدرس أساسيات اللغة اليابانية. تقرر الأمر ويجب تنفيذه في أقصى وقت ممكن. لن أتعمق فيها، ولكن فقط الأساسيات.

في نهاية اليوم شاهدت فيلما نسويًا أخر: Suffragette.
رغم كل الهدوء الذي يحوطني من الخارج، إلا أنني لازلت غاضبة.
لم أستمع إلى موسيقى جيدة منذ عدة أيام.
هل أودّ يوما أن أتعلم العزف على آلة موسيقيّة؟ لا. لا أود ذلك. إذا تعلمت سأعرف. والمعرفة تفسد كل شيء جميل بالنسبة لي مؤخرا. سأخسر مشاهدة الجمال المطلق في العلاقة الناشئة في لحظة العزف بين الموسيقيّ و الآلة الموسيقيّة. بدلا من ذلك، سأقوم بالنقد.. ع الأغلب.. سأفكر بدلا من التسليم. لذلك.. لا، لا أريد أن أعرف. حتى وقتنا الحالي.

كل الخطط في قراءة احد الكتب السابق ذكرها فشلت.

١٠ فبراير.
صباحا كان الجو هادئا. سمعت كلاما إيجابيا حول فكرة مشروع التخرج.. لم أشعر بالحماس إتجاهه كما حدث في تلك اللحظة. إستمعت إلى قليل من الموسيقى. درست لكويز الغد.. لم أكمل المنهج لكنّي أعتمد على معلوماتي المتراكمة طوال الأعوام السابقة. درست قليلا من الإسبانية.. بدأت بإعداد قصاصات بها بعض من أفعال الفعل الماضي. وعلقتها على جدار الغرفة. إنتهى اليوم هكذا بطريقة غير مفهومة. النوم هو الحل الأمثل دائما.

١١ فبراير.
صباحا إستيقظت عند السابعة، وقررت أن أذهب متأخرة إلى الجامعة. أشعر بقليل من التعب. أخذت بعضا من الأدوية، جهزت الفطور وبعد ذلك جهزت نفسي. قبل الخروج، أعددت القهوة الخاصة بي، ماء ساخن وملعقة من النسكافي بدون سكر. مُنقذتي في أسوء اللحظات. قرأت في الطريق.. و فكرت ماذا لو بدأت في قيادة السيارة، ستفوتني متعة القراءة والمشاهدة من خلال النافذة. أوه!.

١٣ فبراير.
إستيقظت على صوت المطر، أمر لا يحدث كثيرا لسكّان ضوضاء المدينة.

١٤ فبراير.
I’m running out of words, day by day. Looking to the bright side I still have my morning smile.
I’m hoping it all will be over.

١٦ فبراير.
حدث غريب جدا، قررت تجربة الرسم على الadobe illustrator للمرة الأولى وكانت التجربة ناجحة بالنسبة لشخص مبتدئ!
هذه الصور الثلاثة التي قمت برسمها كتجربة أوليّة.

تابعت سلسلة أنس، التي قام بنشرها على اليوتيوب وسهلّت علي الكثير كبداية. تجربة رائعة لا أدري إن سأستمر في ذلك أو أتوقف.

توقفت عن اليابانيّة، فزعت. وهربت.

١٦ فبراير.
شعرت بقلق شديد لما حدث البارحة. لا أدري لماذا. فبعد التجربة الأوليّة والنتائج الجيدة من التجربة، إرتعبت. وقمت بالبحث عن الأمر ووجدت هذا الحديث الذي هدأ من روعة قلبي.

كشخص متعدد الإهتمامات في مجتمع سيء، يؤمن بمقولة: صاحب شغلين كذّاب. فإني كلما وجدت إهتماما جديدا شعرت بالذنب والتشتت. سأقوم الأن بإحتضان كل إهتماماتي.

١٩ فبراير:

رسالة لطيفة غير متوقعة، آنارت قلبي، وحملته بين الغيوم.

٢٠ فبراير
الصباح كريم جدا. جلست لشرب القهوة بجانب فتاة لا أعرفها، إسترجلت حديثًا معي بخصوص القهوة، ثم أخرجت محفظة بها بعض الحلويات، وقدمتها لي. قالت بأن أمها من صنعت الحلويات. تحدثت طويلا عن الدراسة ومشاكلها ثم في نهاية الحديث إعتذرت عن التحدث كثيرا، وعن أنها قاطعت اللحظة المقدسة بيني وبين القهوة.. تلك اللحظات الصامتة. لكنّي أعتقد كنت مستمعة جيدة. لم أشاركها معاناتي، حتى لا تشعر بأن هنالك من ينافسها. قمت بتشجيعها.. تبادلنا التحايا وإفترقنا.

تلويحة سلام.. تلويحة بإلتفاتة لطيفة. مليئة بالدفء.

كل الخطط في دراسة مادة الفاسلتي باءت بالفشل. يبدو بأنني أنغمس في أحلامي كثيرا مؤخرا. يجب أن أعود إلى رشدي.

هذا العالم به موسيقا رائعة، في الصباح صوت العصافير وهبّات الريح، ومرور السيارات على فترات متقطعة. تناغم وإنسياب يقطعه صوت المارّة.

قرأت لفرناندو بيسوا كثيرا، أحبه. أشعر بأننا في كل مرة نقترب فيها من بعضنا.

أستمع إلى mandolin orange في الوقت الحالي:

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s