٢٣ يناير.
يا له من شهر بطيء. إستيقظت صباحا، ثمّ قررت فجأة عدم الذهاب إلى الجامعة. هذا العام تغيبت كثيرا مقارنة بالأعوام السابقة.. لم أعد أكترث للنتيجة ربما. لكنني يجب أن أستجمع قواي. إنه عامي الأخير. لا وقت للتكاسل والمماطلة. مع ذلك، لن أستعجل نفسي، سأستجمع قواي يوما.. لا بأس.
يوم خفيف، إلا من الصداع.
أتممت مشاهدة سلسلة فيلم The Hobbit.. نهاية غير متوقعة بتاتا على أرض ايربور.
ينسل إخضرار أوراق الأشجار والعشب بحلول فصل الشتاء، ثم يعود ببطئ عند قدوم الربيع. (الذهاب والعودة).
أفكر هذه الأيام بالجزء الشرقي من البلاد، لم أزره يوما.. متى؟ أعتقد بأنه فصل مناسب جدا لزيارة مدينة كشحّات مثلا.
خرجت لسقيا نبتتي، ووجدت بأنها على وشك الإزدهار.. فبراير إقترب.. إنه موسم الإزدهار لزهرتي التي لم أعرف ما نوعها حتى الآن.
عليّ أن أهدأ وألا أستعجل الأمور.
متى أتوقف عن التفكير؟. أفكر في كل شيء.. كل شيء متداخل.. أفكر أفكر أفكر حتى أكاد أجزم أن رأسي على وشك الصراخ في وجهي.
في وجهي؟ كيف؟.. هاه! لازلت أفكّر.
الكتابة: أنت الآن في مواجهة مع حقيقتك.
يناير، يا لك من شهر طويل جدا!.
//
٢٤ يناير.
أريد الإبتعاد قليلا.. لكني لم أبتعد. لا رغبة لي في التواصل. ولكنّي تواصلت.
أرغم نفسي أحيانا على القيام بفعل أشياء لا يجب أن أقوم بفعلها فقط من باب التجربة.
تجربة سيئة للغاية، و رد فعل أسوأ.
يبدو لي بأن الكثير من الاشخاص غاضبين منّي الآن، مستمتعه بذلك. لم أعد أرغب بعيش دور الفتاة اللطيفة المبتسمة دائما.
الوالدين: يظنان بأنهما يعرفان كل شيء عنك، لكنها لا يعرفان إلا ما أردت أنت إظهاره لهما.
البقاء في الفِراش الحل الأمثل للإبتعاد عن الكثير.
إنتحرت فتاة صغيرة، لتتخلص من مشاكلها المتراكمة، صفنت في الخبر، شعرت بالحزن الشديد والخوف والرغبة الشديدة للبكاء.
فجأة طرأ في بالي ألبير كامو:
الإنتحار حل دائم، لمشاكل عديدة مؤقته.
“خُلق الإنسان في كَبد”
الهدوء، السكينة، السلام.
كيف لي أن أُسكت رأسي؟.
يوم أخر:
يجب أن لا أستعجل الأمور.
لي في قلبي مكانة لأولئك الذين يحترمون صمتي.
//
٢٥ يناير:
الجمعة، يوم أخر في المنزل. بالنسبة للطقس فهو بارد، بإمكاني أن أسمع صوت الريح الشديدة في الخارج تُصفّر. صوتٌ أخر يستحق أن نُسلط الضوء عليه.
لوركا:
“أيها الأطفال غنّوا في المرج
و أثقبوا الريح بالضحكات”
الطقس بارد، متى ينتهي الشتاء؟.
إيماءات صغيرة تسرّ خاطري. تملأ روحي بسعادة غامرة مؤقتة قلقلة. كل شيء مؤقت.
في نهاية الأسبوع
تمتلئ الشوارع بأطفال صغار
حتى أنك عندما تمر بسيارتك
تمر ببطئ مخافة دهس أحدهم
يركضون خلف بعضهم الأخر
يضحكون بصوت عال جدا
ينادون لبعضهم بأسماء غريبة
لازالت أرواحهم نقيّة
كما يبدو..
لم تمسسها أيدِ الكبار
يجلسون بجانب بعضهم
يتعهدون أن لا يفترقوا أبدا
ثم تطلع الشمس
يحترق العهد
ويفترقون.
حتى يحصل المرء على الحريّة عليه أن يضحي بالكثير. ثم يجلس متحسرا على فقدانه لما ضحّى به. و يعود لنقطة البداية، سجينا لأحزانه وقلقه المستمر.
(لا، لا، لا، لا) أفضل من (نعم).
لا يمكنني الكتابة مثلا عن الأشياء التي أحبها. ولكني أشعر بها. إن كتبت عنها سأخسر تلك المشاعر وأصبح فارغة.
الجمعة، يوم بطئ للغاية وممل.. وأحداثه عادية. بل أقل من عادية!.
قمت مساءً بتنظيم الدولاب الخاص بي، وتخلصت من الكثير من الأشياء. الكثير من الأوراق والصناديق والأكياس، وجدت أوراق مليئة بأحلام فتاة صغيرة.. مزقتها وتخلصت منها!.. قمت بجمع كتبي التي وضعتها في صناديق مع الاخرى الموجودة في الحقائب. لم أشتري مكتبة بعد لكتبي. يوما ما ربما. تأملت فيما أملك، كتب كثيرة جُمعت بطريقة إعتباطية.. أقرأ الكثير من الكتب الإلكترونية مقارنة بالكتب الورقية التي أملكها. لكنها مكتبة ناقصة.. ينقصها الكثير، أناييس نن مثلا، أو سيوران.. ألبير كامو! لا أملك كتابا واحدا لنيتشه! .. حتى الآن، كل ما أملك هو مجموعة من الكتب الغريبة. مكتبة غريبة.
يوم متعب، كسرت قاعدة السرير الخاص بي أثناء القيام بعملية تنظيف عميقة. يبدو بأن طاقتي السلبية هي من كسرته. لا بأس!. (سرير مائل).
صوت برق ورعد.
صوت المطر.
صوت الأرض.
أغنية مُقترحة:
الكتابة: يا لها من أمر رائع!