يوميّات (٧)

السبت ١٩ يناير.
لم يحدث الكثير، تغيبت عن محاضرة الجامعة وأمضيت يومي في الفراش..

//

الأحد ٢٠ يناير.
إستقيظت وقلبي مملوء بالرضا والحب. مالذي يحرّكنا فجأة ويغلف طاقاتنا السلبية المصاحبة لنا على الدوام ويغطّيها لنا حتى نشعر بكل هذه المشاعر اللطيفة؟. قمت بعمل إفطار شهي، الفطور هو أهم وجبة في اليوم. أوه.. ربما الفطور هو من عدّل مزاجي؟.

أفضل ما يمكنك أن تقدمه لنفسك هو وجبة إفطار صباحية، وأن تقوم بكيّ ملابسك قبل النوم.

نهارا، أمضيت وقتًا ممتعا يتخلله بعض لحظات من الصمت الغريبة، والشعور بالتعب.

على وشك البدء في مشروع التخرّج. الصورة لم تتضح حتى الآن للكتابة عنه.

تعلّم أن ترفع صوتك.
ما هو أسوء شيء يمكن أن يحدث لك؟ هكذا أسأل نفسي كلما إرتعبت قبل إتخاذ خطوة جديدة.

الهدوء.. هو كل ما تحتاجه لكتابة نص جيّد. يجب أن ينقطع صوت زمامير السيارات يوما ما.

إستمعت إلى موسيقا جيدة.

أتسائل أحيانا كيف لشيء لا يملك يدين ولا قدمين، مجرد ذبذبات في الهواء تتحرك و تُحرّك.. كيف؟

//

٢١ يناير.
لازالت الأفكار حول قوة الصوت تراودني. ليست مرتبة ولا يمكنني التحدث عنها. لكن ربما لو بدأت بالكتابة هكذا، ستخرج الكلمات الواحدة تلو الأخرى.
في إحدى مشاهد فيلم The hours عندما بدأت فرجينيا وولف بالتحدث لزوجها ليونارد عن شعورها بالإختناق الشديد في هذه القرية، قال لها بأنها ليست هي من تتحدث، فإنهارت فرجينيا وقالت لزوجها بصوتٍ يرتجف غاضب: it’smy voice, it’s mine.
مشهد أخر عن الصوت في فيلم The king’s speech عندما كان بيرتي يتدرب على التقليل من التأتأه أثناء إلقاءه لخطاباته أمام المملكة، وفي لحظة إستفزاز من المدرب الخاص به، وبمعنى أنك لا تريد كل هذه التدريبات، لتبقى هكذا إنسان ضعيف بائس.. بيرتي لم يتحمّل وصرخ في وجهه: I have a voice.
مشاهد عابرة ربما للبعض، ولكنّي دائما أربط المشهدين ببعضهما البعض. أستشعر قوتهما بداخلي.

يملك الإنسان الصوت، البراكين لديها صوت، الحيوانات، النباتات وحتى النوافذ.. صوت ضعيف وصوت قوي كصوت موجات المد العالي والزلازل.
صوت يقلب موازين دولة.
صوت لطيف، وصوت خشن يؤذي أذن السّامع.
صوت أمي.
صوت من نُحب أثناء نداءنا بإسمنا.
صوت نرفعه للبدء بثورة.
صوت نخفضه لإظهار الإحترام، التعاطف والحب.
صوت يهتز في خُطى ثابتة ليبرهن بأننا مصممين وبأن هذا ما نريده.
صوت مواء قطّة بحاجة إلى من يطعمها.
صوت حفيف أرجل الصرصور أثناء هربه.
صوت تحرّك الأعشاب.
صوت تصدره الأزهار أثناء قطفها = صوت آلم لحظي = صوت إنكسار لحظي.
صوت صادر من آلة تشيلو = باخ.
صوت فتح الستائر للتهوئة.
صوت يُرحب بنا بإبتسامة عريضة.

صوت.

بالعودة لقراءة ما كتبت لازالت الفكرة مبعثرة. كشخص نظامي للغاية، فإن العبثية التي تسكن رأسي مزعجة كثيرا. كيف لي أن أدخل وأقوم بتنظيم كل شيء؟.

السقوط: ليس سيئا كثيرا..

يؤلمني مشاهدة أحدهم ساقطا، ومستسلم لسقوطه.

السقوط لحظة.

الوحدة إختيار؟

إلتقطت كثيرا من الصور البارحة.

مساحة ضيقة لا تسعني ولا تسع أحلامي التي تخليت عنها.

أريد إستنشاق العبير الأخضر.

أخاف أن تفوتني اللحظة.

//

٢٢ يناير:

يوم فارغ إلا من الحُمّى.

رأيان حول “يوميّات (٧)

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s