يوميّات (٥)

١٣ يناير ٢٠١٩.

إنتهيت من قراءة اليوميات الأولى لسوزان سونتاغ.

سيوران:
فرغت للتوّ من تصفّح سيرة ذاتية. فكّرتُ في أن الشخصيات المذكورة لم يعد لها وجود خارج هذا الكتاب. بدت لي هذه الفكرة فوق كل قدرة على التحمّل إلى حد أنّي إضطجعتُ كي أتجنّب الإغماء.

هي ليست بالمذكرات السيئة ولا الجيدة. خصوصيّة للغاية، للوهلة الأولى شعرتُ بأنني أقرأ الكتاب الخاطئ. لكنني إستمرّيت في القراءة. تحدثت عن كل شيء تقريبًا. إنها تملك شجاعة تُرفع لها القبعة.

//

١٤ يناير:
حسنًا، بدأت اليوم مترددة في الذهاب الى الجامعة. ولكنني إستجمعتُ قواي وذهبت. المحاضرة الأولى إلتغت، المحاضرة الثانية كانت جيدة لكنها لا تمتّ لإسم المادة بصلة، اعتذرت الأستاذة عن المحاضرة الثالثة.
ذهبنا لشرب القهوة وأكل البسكويت. ضحكنا قليلًا. إستمتعنا كثيرا.
درست قليلا من الإسبانية في مكتبة الجامعة وتصفحت إحدى المواد الدسمة.
إلتقيت بوجهٍ مألوف. ذلك الوجه يجعلني أبتسم من مسافة بعيدة إلى أن أصل إليه. تبادلنا أطراف الحديث، يتخللها لحظات صمت لطيفة.. ثمّ إفترقنا.
في المنزل، قمت بإعداد قهوة، و درست بعضا من الكيمياء التحليلية، هذه الجزئية تتحدث عن الضوء الكهرومغناطيسي. يتحرك الضوء في موجات ويعمل كجزيئات بها حزم من الطاقة تسمى بالفوتونات. خليط من الفيزياء والكيمياء. إختلط الأمر. اليوتيوب أيضا يساعد على الفهم. بالإضافة لشرح الدكتورة.. إنها رائعة.

نهاية يوم طويل جدا.

//

١٥ يناير. منتصف الشهر.

I can tell by your eyes, you’ve never been by the riverside.

يوم هادئ نسبيًا، يتخلله قليل من القلق.

//

١٦ يناير.
صباحًا فتحت المصحف بطريقة عشوائية ككل مرة، وقرأت:

﴿وَقُلِ الحَمدُ لِلَّهِ الَّذي لَم يَتَّخِذ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَهُ شَريكٌ فِي المُلكِ ﴾

من أقرب الآيات لقلبي.

لم أنم لوقت كافٍ. فقط ثلاث ساعات ونصف مثلما حسبها لي هاتفي، إستيقظت السادسة والنصف وجهّزت نفسي للذهاب إلى الجامعة.
تلّقيت خبرًا سيئا عند الصباح، ثمّ سرى اليوم على نحو جيّد غريب للغاية. لم أتحدّث كثيرا.. رغم أنني حاولت..
عليك أن تحاول دائما.. أليس كذلك؟ حتى لا يرتاب من حولك بتصرفاتك المريبة. وتحاول أيضا أن تلقي باللوم على عدد الساعات القليلة التي نمت فيها، ولكنهم لا يصدقونك.. أو يصدقونك حتى لا يسألونك: لماذا نمت ثلاث ساعات ونصف فقط؟ ثم تبدأ بالحديث ولا تصمت حتى تعكّر صفو مزاجهم.
عمومًا، أحضرت صديقتي كيك البرتقال بالشوكولاطة طعمه لذيذ للغاية.. مع شراب النسكويك. لم أتذوقه. ثم جاءت الأخرى وأحضرت معها حساء.. بدا لي لذيذ هو الأخر، ساخن ولذيذ.. لكني أيضا لم أتذوقه.

عدّت للمنزل عند الظهيرة، أبحث عن الغذاء والسرير.. مرة أخرى لم أنم بشكل كافي. قيلولة مليئة بالقلق. ساعة ربما؟ بالنسبة لشخص ناعس، ساعة لا تكفي.

لم أبدأ بعد بقراءة كتاب جديد. جزء منّي يريد قراءة كتاب ورقي والأخر إلكتروني.

.

الحمدلله على ما أخذ وما أعطى. ما أخذ إلا لحكمه وما أعطى إلا لحكمه.

رأيان حول “يوميّات (٥)

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s