الجنوبي، لا يُصالح!

مرور عامين، كما ذكرني الفيس بوك على قراءة السيرة الذاتيّة للشاعر المصري “أمل دنقل”.
الجنوبي، السيرة الذاتيّة التي خطتها زوجته عبله الرّويني، والتي سردت فيها تفاصيل لقاءهما أول مره، وتحدثت فيه عن أمل الشاعر، الزوج، الحبيب الصديق، والمعاناه التي مرّ بها أثناء مرضه في الغرفة رقم ثمانية.. إلى أن فارق الحياة.
يُذكرني الفيس بوك، بتفاصيل قراءتي لتلك المذكرات، وبأول مره وقعت فيها حبًا لأمل دنقل، أثناء قراءتي لقصيدته الشهيرة “لا تُصالح” التي كتبها عام 1979 إعتراضًا على إتفاقيّة كامب ديڤيد للسلام، بين مصر وإسرائيل.
ما أشبه الأمس بالبارحة!
غادرنا أمل بسلام في 21 مايو عام 1983. جاء ليحارب العالم، وليتمرّد على كل شيء، ولكنّ المرض أهلكه وأخذه منّا مُبكرًا.
الله يرحمك ويغفرلك، ويُحسن إليك.

*
القصيدة بصوت أمل دنقل:

*
مقتطفات قريبة لقلبي من قصيدة “لاتصالح” لشهيد الغرفة رقم 8:

كنت أغفر لو أنني متُّ..
ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ.
لم أكن غازيًا،
لم أكن أتسلل قرب مضاربهم
أو أحوم وراء التخوم
لم أمد يدًا لثمار الكروم
أرض بستانِهم لم أطأ
لم يصح قاتلي بي: “إنتبه”!
كان يمشي معي..
ثم صافحني..
ثم سار قليلاً
ولكنه في الغصون اختبأ!

فجأةً:
ثقبتني قشعريرة بين ضعلين..
وإهتزَّ قلبي -كفقاعة- وإنفثأ!
وتحاملتُ، حتى إحتملت على ساعديَّ
فرأيتُ: إبن عم الزنيم
واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم
لم يكن في يدي حربةٌ
أو سلاح قديم .
لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ.

هاهي الآن صامتة
حرمتها يدُ الغدرِ
من كلمات أبيها!
إرتداء الثياب الجديدة.
من أن يكون لها -ذات يوم- أخ
من أب يبتسم في عرسها.
وتعود إليه إذا الزوج أغضبها.

هل يصيرُ دمي بين عينيك ماء؟
أتنسى ردائي الملطّخ بالدماء؟
تلبسُ -فوق دمائي- ثيابا مطرزة بالقصب؟!
إنها الحرب!
قد تُثقل القلب.
لكن خلفك عار العرب!
لا تُصالح، ولا تتوخّى الهـرب.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s