دائما.. يشعرُ بالسخف إتجاه نفسه!
ويشفق على نفسه كثيرًا. يشعرُ بالسطحيّة، والفراغ بداخله، على الرغم من الكم الهائل من الكُتب التي قرأها.
إلا أنه ما إن يجيئه أحدهم للسؤال، يصبح جاهلًا فجأة. يتنصّل من كل الصفحات/الأغلفه التي قرأها/أمسكها يومًا.
يسترقُ السمع لحديث مجموعة من الرجال في المقهى.
يرتدون البزّات الرسميّة، ويدخنون الغليون.
ويتحدثون عن السياسة والفلسفة والحرب.
“إنهم أغبياء وجهلة“ يقول وهو يقدم لهم القهوة والكعك.
يديه مكبلتين. لايملك بزة رسميّة.
وليست لديه جوارب متناسقة غير مرتقّة.
ملابسه الداخليّة أكلتها الجرذان.
ونظارته متداعية، على وشك أن تنكسر.
يؤمن بالحب! ولكنّه يُنكر ذلك.
يستمر في إنكار ذلك، ويؤكد بأنّ الحبّ وحده سبب الخراب.
“لاشيء يستحق الحب“ يقول عند النهار.
وأثناء حلول الليل، عند خلوّه مع نفسه، يعيد النظر.
“يجب أن أبحث عن الحب. غدًا عند الصباح، سأبحث عنه“.
وما إن تسدل الشمس خيوطها على رأسه مباشرة من فتحات السقف. حتى ينكر ذلك!.
إنّه سجين نفسه. سجين الخوف والرعدة.
لايمكنه مواجهة العالم
ولايمكنه حتى أن يواجه نفسه، ولا الجرذان التي تقضم من ملابسه الداخليه كل ليلة.
الأرض من تحته أشواك. ملغمّة.. مليئة بالحفر.
ينظر للواصلين من بعيد، ويتساءل:
كيف لهم أن يصلوا لنهاية الطريق؟
كيف قاموا بتخطّي كل شيء بسرعة!
لايملك حذاءً مناسبًا! وليست لديه يدين كبيرتين.
وهو هزيل ونحيل. دماؤه (وحده) لاتكفي لنهاية الطريق.
إنّه متوقفٌ هنا منذ عدة سنوات!
لايفعلُ شيئًا.
يا له من رجلٍ غبيٍّ وجبان!.