وأتذكر حزن تلك السيدة
التي كانت تتعوّد المجيء
والجلوس أسفل الشجرة
لتفرش بضاعتها على الأرض
وأوراق الخريف تتساقط على رأسها
وفي الفنجان الذي أمامها
والمطر يباغتها أحيانا
تفزع، فتبدأ بمحاولة فاشلة
لتغطية حاجيّاتها
تلملمها بسرعة مُثقلة بالبلل
وترحل.
كـ حزن تلك السيدة
التي جاءت صباحا
تعدّ الشجيرات وهي لاتعرف العد
حتى تصل لشجرتها
واحد إثنان ثلاثة واحد خمسة عشرة
شجرتها فارعة الطول
بأغصانها ووريقاتها الصفراء المتساقطة
تُخضّر فجأة
وتمتد جذورها لإحتضان صديقتها
“من يؤنس وحدتي في هذا البرد غير صوتك؟“
حُزن تلك السيدة، وإنقباض قلبها
عندما بدأت بالعد
وأعادته مرارا وتكرارا
وفي كل مرة، كانت تجد المكان فارغا
إلا من جذع صغير
يسيل بالدماء.