نظرة مستقبلية.

بنغازي كـ كشك عشوائي كبير.
نظرة مستقبلية قريبة، لكثرة إنتشار الأكشاك العشوائية في كل حدب وصوب، وإستغلال المواطن الجاهل لأبسط مساحة متوفرة ليدشّن عليها حجر أساس المشروع الكبير العظيم الذي سيدر عليه الأموال الطائلة والنجاحات الهائلة، ناطحة السحاب التي ستؤهل صاحبها للدخول في موسوعة غينيس كأطول ناطحة سحاب في التاريخ!!.
الكشك.
حيث يتميّز الأصحاب في فن بناء الأكشاك، أحدهم يزركشه بالآزرق، والأخر بالأحمر، وأخرٌ يملأ قلبه الحس الوطني المرهف ويلونه بألوان علم الإستقلال.. يضحك على أصدقاءه في سره، ثم يخبرهم “حيهدموا أكشاكم كلكم الا نا، علشان مزوقه بعلم الإستقلال”..
قريبا أتوقع أن الأكشاك ستمتد لوسط الطريق، وأسطح المنازل، وزوايا الشوارع.. كشك على شكل بوكيه ورد في كل زاوية شارع، وأحدهم يهدي حبيبته كشك على هيئة صندوق هدايا.
ورد!.. ليس للورد مكان هنا، بل لكي تصل لنافذة الكشك عليك أن تتخطّى أكياس القمامة، والعفن والمياه الراكدة، والأيدي الممتدة من بعيد، وصوت الصراخ وكل شيء.
كشك صغير يبيع السندويتشات، لا أعرف المحتوى لهذه السندويتشات، ولكني أعرف بأنها تحتوي على الكثير الكثير من العفن، على الرصيف يقف الرجل ويقلب الشاورما، والسيارات تمر بجانبه والأبخرة الصاعدة المليئة بالملوثات والغازات السامة، وفي نهاية الطريق ثمّة بالوعة شبه مفتوحة، ومياه راكدة ممتدة طوال الطريق.. وطفل صغير يقف في طابور الشاورما ينتظر دوره.

بنغازي :
كـ مكب قمامة كبير.
كـ كشك دخان-
مزوق بعلم الإستقلال ذابحته الوطنيّة-كبير.
كـ مقبرة جماعية كبيرة.
كـ مستشفى نفسي كبير.
كـ مركز للأوبئة كبير.
… إلخ.