لا شمس في هذا الصباح .
فقط غيوم
الشمس خذلتني
إنتظري …
ستخرج الشمس بعد قليل …
لا شمس .
لا هدير رصاص .
لا ذباب .
لا فيتامين دال .
أعتذر لخلايايا .
إنقطع الضوء , و القصف إبتدأ , لا شيء يخيفنا فقد تعودنا , شاحن الهاتف ممتليء , ولا شيء يزعجني ! إلا غياب الشمس .
إنقطع الضوء , و لا شمس في هذا اليوم , كنت أعلم بأن وراء غيابها سيحدث شيء ما … !
متشائمة ؟ هه حتمًا لا .
اليوم !
في هذا اليوم بالذات قررت أن أتحدّى أسلحة العالم و أن أواجه خوفي ونفسي , و أن أقف في الشرفة , أراقب حركة الغيوم , حركة حمام الجيران التي تنتقل من سطحٍ لأخر …
اليوم . قررت أن أواجه أصوات الرصاص البعيده شكلا , القريبه صوتًا , لشمّ القليل من الهواء الطلق .
شجاعة مؤقتة :
هي تعلم لو أنها خرجت لزيارة جارتها , سيسقط عليها سندان , أقصد صاروخ , رصاصة طائشة , كل الأمور السيئة واردة .
هي تعرف حظها جيدًا ! لو كانت بين مجموعة أناس و بدأت السماء تهطل ترابًا , كان سينزل عليها هي فقط و يترك الباقي .
هي تؤمن بأن كل شيء مؤقت .
اليوم ! قررت أن أغلق الباب , و ألا أعود إلى الوراء .
– غياب مؤقت .
قررت العودة و فتح الباب من جديد , و لم أجد من يؤنس وحدتي إلا كلبًا خرج من باب سطوح المبنى المقابل , و نسمات الريح الباردة …
يدور بين الحيطان , ما إن يسمع صوت قذيفه يختبيء وراء الباب , وبعد أن يطمأن يخرج , يدلي يديه على الشرفة كإنسان , و يبدأ بالنظر لفضائع البشر .
أصوات القصف تشتد .
كلب , أصوات الصواريخ , دعاوات .
لكنّ , صديقي إختفى .
صديقي عاد .
صديقي … إختفى وراء الباب .
أنسام الرياح تشير بأن السماء على وشك البكاء .
قريبًا ستهطل الأمطار .
قريبًا سنعود كما كنّا .
قريبًا .
/
أرشف القهوة على شجار القطط
هدير الرصاص و الصواريخ
صوت الميراج
كل هذه الأشياء , لازال بينهما بقايا إنسان .
أرشف قهوتي التي وشكت على أن تبرد
وفي برودها شيء من الدفء
قهوتي , الشيء الوحيد الذي لازال متمسك بعاداته
قهوتي تحبني
قهوتي لم تتغيّر عليّ .
سماء مدينتي تُعاني …
في رشفة قهوة ,
أرفع رأسي لأجد تلك السماء الزرقاء
تغطّيها سُحب سوداء
إنّه إبتلاء
مالذي حدث ؟
مالذي حدث ؟
كل شيء مؤقت ! , حتّى لون السماء .