الذباب يُعلن الحرب , و يتدخل في كل صغيره و كبيرة !
إنها الحرب إذن , أُعلنت , و لا هوادةَ فيها , إما أنا , و إما أنتم ..
إنه الجنون ! يا إلهي , على حافة الهواية …
لم أكن أتخيّل بأنني سأمضي يومي في مطاردة الذباب و طرده خارج المطبخ .
أستيقظ على طنين الذباب , أنام على طنين الذباب , ذباب في كل مكان , في المطبخ في الصاله في الحمامات , على التلفاز , يصول و يجول في المنزل كما يشاء .
لن أستسلم ! الشلّاطه في يدي , و أنا و الذباب نتقابل في ميدان الحرب .
في السابق كانت جدتي تبل المنشفه , حتى تصبح ثقيله ثم تبدأ بشلط الذباب , تقوم الحرب ولا تهدأ حتى يسقط الذباب أشلاءً على الأرض … نحضر المكنسه واللمامه ونبدأ بلمه , نهنيء جدتي على هذا الإنجاز , ونحييها و نشجعها لإستكمال المسير .
و بالرغم من تنظيف الشارع من قِبل أبناء الشارع البواسل إلا أنه لازال صامدًا , لقد تعبنا .
/
وقت العشاء , تجلس لتأكل السندويتش , تنتهي من السندويتش , تشرب القليل من الماء في الكأس الأحمر المقابل , تقرطع الماء حتى تشبع , ثمّ تقف لـ لملمة فتاريش الخبزه و التنظيف …
تشعر بالعطش من جديد .
– الماء قليل , سأذهب لتعبئة الكأس حتى لا أقوم مرة أخرى .
تفتح الكأس !
مفاجأه !
ذبابه في الكأس … على سطح الماء , تسبح فاردةً جناحيها , و مستمخّه لأخر الحد .
يعتريها الفزع , ترمي الكأس و تبدأ بالصراخ !
– لقد شربتُ حساء الذباب .. سأموت , سأموت حتمًا .
كم لبثت تلك الذبابه اللعينه في الكأس الأحمر اللعين , كم عدد البيض الذي أخرجته من أمعاءها و رمته في المياه …
أين كانت تلك الذبابه ؟ كم عدد الجثث اللاتي هبطت عليها و إمتصت منها الجراثيم و أكلت منها ؟ ما إسم مكب القمامة الذي كانت تقطن فيه ؟ مانوع الفليت الذي داخت منّه و سقطت بسببه في الكأس ! كل هذه الهواجس راودتها .
روادها ذلك الشك كثيرًا , و كلما أحسّت بشيء في معدتها قالت لنفسها , حان الوقت , سأموت الأن !
كيف للكأس الأحمر أن يستقبل تلك الذبابه و يجعلها تنتقع فيه , بدون أن أن يمنعها !
وكيف لكأس أن يمنع الذباب من التسلل لداخله , و السقوط فيه ؟!
لحسن الحظ أنها لازالت على قيد الحياه , الجميل في الموضوع أنها تعلمّت أن تنظر للكوب مره ثانيه قبل أن تشرب منه … السيء في الموضوع أنها تذوقت حساء الذباب .